
االصيام المتقطع: وسيلة فعّالة لحرق الدهون وتنظيم سكر الدم في السنوات الأخيرة، أصبح الصيام المتقطع من أكثر الأنظمة الغذائية شيوعاً حول العالم، إذ اعتمد عليه الكثيرون كنمط حياة صحي يساعد على إنقاص الوزن، حرق الدهون، وتنظيم مستوى سكر الدم. لا يقتصر الصيام المتقطع على الامتناع عن الطعام لفترات محددة فحسب، بل هو أسلوب يوازن بين فترات الأكل وفترات الانقطاع عنه، ما يمنح الجسم فرصة للراحة والشفاء الداخلي.
ما هو الصيام المتقطع؟
الصيام المتقطع هو نمط غذائي يقوم على تقسيم اليوم إلى فترات صيام وأخرى للأكل. من أشهر أنواعه:
نظام 16/8: الصيام 16 ساعة يومياً، وتخصيص 8 ساعات للأكل.
نظام 5:2: تناول الطعام بشكل طبيعي 5 أيام في الأسبوع، وتقليل السعرات بشكل كبير في يومين.
الصيام المتناوب: صيام يوم كامل ثم تناول الطعام في اليوم التالي بشكل معتدل.
الفكرة الأساسية هي أن الجسم خلال فترة الصيام لا يجد مصادر طاقة سريعة مثل الجلوكوز من الطعام، فيلجأ إلى استهلاك الدهون المخزنة، مما يعزز عملية الحرق.
كيف يساعد الصيام المتقطع على حرق الدهون؟
تحفيز الجسم لاستخدام الدهون كمصدر للطاقة
عند التوقف عن تناول الطعام لعدة ساعات، ينخفض مستوى الإنسولين في الدم. وبما أن الإنسولين هو الهرمون المسؤول عن تخزين الدهون، فإن انخفاضه يدفع الجسم إلى إطلاق الأحماض الدهنية من المخزون لاستخدامها كمصدر للطاقة، وبالتالي يتم حرق الدهون بفعالية أكبر.
زيادة إفراز هرمون النمو
أظهرت الدراسات أن الصيام يزيد من إفراز هرمون النمو البشري (HGH)، وهو هرمون أساسي يساعد على تكسير الدهون وبناء الكتلة العضلية. هذه العملية تدعم عملية التمثيل الغذائي وتسرّع من فقدان الوزن.
تحسين معدل الأيض
يساعد الصيام المتقطع على رفع معدل الأيض بنسبة قد تصل إلى 14% في بعض الحالات، ما يعني أن الجسم يحرق سعرات حرارية أكثر حتى في حالة الراحة.
تقليل الشهية وتنظيم هرمونات الجوع
يساعد الصيام على ضبط هرمون الغريلين (هرمون الجوع) واللبتين (هرمون الشبع)، مما يقلل من الرغبة المستمرة في تناول الطعام، وبالتالي يدعم فقدان الدهون.
دور الصيام المتقطع في تنظيم سكر الدم
تحسين حساسية الإنسولين
عندما يصوم الشخص لفترات منتظمة، تقل مقاومة الإنسولين في الجسم. هذا يعني أن الخلايا تصبح أكثر قدرة على الاستجابة له، مما يساعد على إدخال الجلوكوز بشكل طبيعي إليها بدلاً من بقائه في مجرى الدم.
خفض مستويات السكر في الدم
أثبتت الدراسات أن الصيام المتقطع يمكن أن يخفض مستويات الجلوكوز الصائم بنسبة تصل إلى 6% لدى الأشخاص الأصحاء، وبنسبة أكبر لدى مرضى ما قبل السكري. هذا يسهم بشكل مباشر في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
التحكم في طفرات السكر بعد الأكل
عند تنظيم فترات تناول الطعام، يقل حدوث الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر بعد الوجبات، وهو أمر مهم جداً لمرضى السكري.
تقليل الالتهابات المرتبطة بمقاومة الإنسولين
الالتهابات المزمنة تلعب دوراً في تطور مقاومة الإنسولين، والصيام المتقطع يساعد في تقليل هذه الالتهابات، مما يحسن من تنظيم السكر.
فوائد إضافية للصيام المتقطع
إلى جانب دوره في حرق الدهون وتنظيم سكر الدم، للصيام المتقطع فوائد أخرى عديدة:
تحسين صحة القلب وخفض مستويات الكوليسترول الضار.
تعزيز وظائف الدماغ والوقاية من الأمراض العصبية.
دعم عملية إزالة السموم وتجديد الخلايا عبر تحفيز عملية “الالتهام الذاتي” (Autophagy).
المساعدة في تحسين الهضم ومنح الجهاز الهضمي فترة راحة.
نصائح لنجاح الصيام المتقطع
شرب كميات كافية من الماء أثناء ساعات الصيام لتجنب الجفاف.
التركيز على الأطعمة الصحية مثل الخضار، الفواكه، البروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة خلال فترة الأكل.
تجنب الإفراط في تناول الطعام عند انتهاء فترة الصيام، لأن ذلك قد يلغي الفوائد المرجوة.
ممارسة الرياضة بشكل معتدل لزيادة حرق الدهون.
استشارة الطبيب قبل البدء في الصيام المتقطع، خاصةً لمرضى السكري أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية منظمة للسكر.
خلاصة
الصيام المتقطع ليس مجرد وسيلة لإنقاص الوزن، بل هو نظام متكامل يساعد الجسم على حرق الدهون بفعالية أكبر وتنظيم سكر الدم بطرق طبيعية وآمنة. ومن خلال الالتزام به بشكل صحيح، يمكن أن يكون أداة قوية للوقاية من السمنة والسكري، وداعماً لصحة شاملة أكثر توازناً.